تاريخ المدرسة

من أهم حقوق الطفل في أي مكان في العالم وحتى إن كان لاجئًا الحصول على نوعية جيدة من التعليم. منذ بدء نزوح العائلات من سوريا بسبب الحرب في البلاد، آتى الآلاف من الأطفال في عمر الدارسة إلى لبنان، فكان لا بد من المبادرة المسؤولة لتلبية هذا الحق الأساسي المشروع لأي طفل مهما كانت ظروفه. 

انطلق مشروع الدعم التعليمي للطلاب السوريين لحين تمكنهم من العودة إلى بلادهم في العام الدراسي 2013-2014 حيث انضم المئات من الأطفال إلى المدرسة وتلقوا تعليمهم الأكاديمي من قِبل معلمين ومعلمات سوريين بالمنهج الأصلي في سوريا. أمّن هذا المشروع التعليمي – الذي كان يبدو للمؤسسين أنه مؤقت إلى حين رجوع النازحين إلى بلدهم – التعليم للطلاب على مدى النهار بدوامين صباحي ومسائي بالإضافة إلى فرص العمل للمعلمين والمعلمات السوريين واستمر التعليم بالمنهج السوري للعام الدراسي التالي 2014 -2015. 

لكن الأمور لم تتغير وأصبحت الحاجة أكبر إلى العمل على تطوير التعليم للطلاب السوريين بسبب إمكانية بقائهم في لبنان لفترة طويلة بالإضافة إلى تزايد أعداد المواليد السوريين الذين ولدوا في لبنان وأصبحوا في سن الالتحاق بالمدرسة. ففي العام الدراسي 2015-2016، كانت مدرسة رواد السلام أول مدرسة تفتتح قسم تعليم المنهج اللبناني الرسمي للطلاب السوريين المقيمين في منطقة خلدة ومحيطها وبدأت باستثمار رخصة مدرسة خاصة لبنانية. لم تكتفي المدرسة بهذا الواقع، بل تم انطلاق مشروع هام آخر وهو تعريب المواد العلمية في المنهج اللبناني لصفوف المتوسط والثانوي حتى يتمكن الطلاب من الحصول على شهادات معترف بها والدخول إلى الجامعات سواء في لبنان أم في الخارج. كما تم تدريب وتأهيل الأساتذة على التدريس بالمنهج اللبناني لكافة المراحل الدراسية. 

 

تواصلت جهود المدرسة في تعريب المواد وإصدار الكتب المعرّبة مع نماذج الامتحانات وحلولها حتى انتهاء العام الدراسي 2016-2017. أما نتائج العمل المتواصل الدؤوب لمدة عامين آتى في العام الدراسي 2017 -2018، حيث تمكّن طلاب الشهادتين المتوسطة والثانوية اللبنانية من تحقيق أفضل معدلات نجاح بين الطلاب السوريين، وقد بلغت نسبة النجاح 70%. نضيف على السابق أن المدرسة لم تحصر استقبالها الأطفال السوريين وتعليمهم بل بدأت باستقبال طلاب لبنانيين من العائلات الأكثر حاجةً وذلك تطبيقًا لرؤية الدمج بين الطلاب السوريين واللبنانيين بما يحقق انسجام أكبر بين النازحين والمواطنين اللبنانيين الذين سجلوا أولادهم في المدرسة دون تردد. 

استمر تطوير العمل في المدرسة وفي الأعوام الدراسية اللاحقة، حيث تم الوصول إلى مستوى أعلى من الريادة في منطقة خلدة ومحيطها من حيث التجهيزات والتحسينات اللوجستية ورفع مستوى الخدمة التعليمية المقدمة على جميع الأصعدة.

إن أهمية المدرسة تكمن في ريادتها منذ البداية في رعاية حق التعليم للأطفال السوريين وإزالة العقبات أمام استكمال تعلمهم في لبنان بالرغم من ضعف الإمكانيات وصعوبة الظروف الاقتصادية والاجتماعية القائمة في لبنان. فكانت الرؤية منذ التأسيس بأن تكون مدرسة روّاد السلام من المدارس الرائدة بين المدارس ذات الطابع الخيري في المنطقة وقد استطاعت المدرسة من خلال عملها الاحترافي والمخلص تحقيق نتائج تعليمية جيدة ونسبة نجاح عالية نسبيًا مما أكسبها سمعة جيدة وساعدها في بناء مصداقية عند أهالي الطلاب السوريين واللبنانيين على حدٍ سواء.

خريج مدرسي
0
طالب خلال 8 أعوام دراسية
0
أفراد الطاقم الاداري والتعليمي
0

طموحنا

طموحنا ورؤيتنا للمستقبل القريب يصبان في تطوير البيئة التعليمية وتحسين التجربة التعليمية لجميع الطلاب في كافة المراحل وأن نكون من الرواد في مشاركة أبرز الممارسات التعليمية الناجحة مع المدارس التي تحتاج إلى توجيه ودعم على نحو مستمر.

 

Rouwad School