نعم عند خروجي من بلدي الحبيب 2012 كان القلب يعيش أصعب اللحظات فأنا خارج بلا موعد لا عودة، وبعد مرور عدة أشهر على خروجي أدركت سوء الأوضاع حيث تحتم على مساعدة أبي في العمل وبدأت العمل وأنا لم أكمل 14 ربيعًا من عمري وكانت أيام ثقيلة لكني لم أدعها تمر مرور الكرام حيث عقدت العزم على أن أكمل دراستي وتشبثت بذلك الحلم الذي كان يرودني صباح مساء أن أصنع فارق في مجتمعي وبلدي.
ومن هنا بدأت مسيرتي في العلم فلقد بدأت احضر لاختبارات الشهادة المتوسطة وأنا أعمل فكان نهاري يصل ليلي استيقظ صباحًا للعمل وأعود مساءً للدراسة وأتذكر في أيام لم أرى النوم الا ساعات معدودة واستطعت اجتياز اختبار الشهادة المتوسطة ولله الفضل وكنت قد سبقت جميع من معي فأيقنت بعبارة “المستحيل والممكن يتوقف على عزيمة المرء واصراره”.
ثم بدأت بالبحث عن مدرسة ثانوية لأكمل بها دراستي لكن لن يستطيع ابي تحمل مصاريف الدراسة لي ولأربعة من إخوتي فنصحني معارفي بأن أسجل في مدرسة رواد السلام حيث تراعي أقساطها أوضاعنا الاقتصادية وبدأت في العام الاول لي حيث كانت المدرسة هي بيتي الثاني حيث شعرنا وكأننا بين أهلنا وخصوصًا المعلمة الرائعة فاطمة الذي كانت تقف بجانبي وترشدني إلى الطريق نعم فقد اعتبرتها أمي الثانية ولقد تعلمت الكثير منها عندما نتعب من جهد الدراسة تمدنا بالقوة التي نحتاجها وتهيء لنا البيئة المناسبة رغم كل الظروف السيئة المحاطة بنا والطاقم التدريسي المتكامل نعم هذا البيت بيت العلم الذي يحتاجه الجميع وبفضل الله أنا اليوم طالب جامعي في السنة الأخيرة أدرس ادارة انظمة المعلومات ولكن رغم تلك السنوات الذي اقضيها بعيدًا عن المدرسة فإن ادارة المدرسة لا تتوانى في السؤال عن اخباري الدراسية والعملية حيث أرى أني محاط بالمحبة الذي تقدمه المدرسة لي ووجت لي المدرسة فرصة في سوق العمل حيث أني توظفت في مدرستي رواد السلام التي تخرجت منها عام 2017 في يومًا ما ولدي عملاء في مجال التسويق الرقمي ولكن لن أنسى ذلك الفضل الذي قدمته رواد السلام لي.
وانا اتمنى من كل شخص يجد ظروفه مشابهة لي ان يمر ويتعرف على ذلك الصرح العظيم “رواد السلام”.